الديمقراطية...الكذبة الكبرى....
بقلم
المهندس
ياسين آل قوام الدين الكليدار الرضوي الحسيني.
مقرر المكتب
التنفيذي للمجلس السياسي العام لثوار العراق.
" الديمقراطية " كما هو معروف وفق تعريفات المنظرين لها هو
" حكم الشعب لنفسه وفق مايقرره بنفسه",
وهذا ما عرف في أثينا قبل الميلاد (578ق.م)،
حيث "كان ممثلي الشعب يجتمعون ويقترحون القوانين ويصوتون عليها، ثم
يتم اختيار بعضهم، من خلال القرعة ، لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه ".
وفي زماننا اليوم تطور هذا المفهوم ,,
ولكن لم تعد الديمقراطية تعني حكم
الشعب لنفسه،
بل تحولت الديمقراطية وفق ما فعله
وطبقه دهالقة السياسة والمنظرين لها في العصر الحاضر الى مطلح اجوف و
"اخرق" وبالي , خالي من المعنى,
و تم تزوير هذا المفهوم , ووضع
الشعب تحت رحمة الأجهزة التنفيذية والتشريعية , التي تدعي تمثيله.
و التمويه بان هذه الاجهزة هي من اختارها الشعب وانتخبها ليحكم من خلالها
وهي من تمثل ارادته وتتحدث باسمه !!
ولكن في الحقيقة هي لعبة تسودها المحاباة و المراهنات والمزايدات السياسية
التي يلعبها دهالقة السياسة من تحت طاولات المقامرة والمتاجرة بمستقبل وكرامة
الشعوب ومصالحهم ,
ويتداخل اليوم فيها كل شي,,
المصالح الفئوية ونفوذ رجال
الاعمال والعهر السياسي والفساد والرشى والايادي السوداء التي تقف خلف كواليس
السياسة الدولية التي تتحكم بسفينة التسلط الكوني.
هذا في مايخص الديمقراطية في الدول التي تدعي انها متقدمة وتدعي ان
حكوماتها جاءت وفق ارادت شعوبها.
فاليخبرنا احداً .. ماهو معنى
الديمقراطية في الدولة المارقة الاولى في العالم"امريكا"؟.
وهل يحق لاي منظر سياسي ان يدعي
بوقاحة ان مايجري في امريكا هي الديمقراطية!
فهل عجزت الشعوب الامريكية ان تجد غير "الحمار والفيل" في ما يسموها
الديمقراطية الامريكية ,
ليكون هذان الحيوانان فقط هم ممثلي الشعب الامريكي , الذي يصفوه بانه الاعلى
مراتب للديمقراطية في العالم؟!
اين الديك..والدجاجة والقنفذ مثلا ً ؟؟ حتى لا يشعر الشعب الامريكي
بالملل!!
هذا ما نسميه باللعبة الامريكية القذرة ؟
فكل شي يدور باسم الديمقراطية في امريكا وغيرها من بلدان اوربا التي تدعي
الديمقراطية!!
يجري وفق مايلي :
أختر ايا ماشأت و كيف ماشأت ...فلن يكون إلا ما نريد نحن!!
نعم إلا ماتريده مراكز صناعة القرار "الامريكي" والاوربي التابعة
للايادي السوداء التي تتحكم بدفة و سفينة السلطة الكونية على شعوب العالم,
وفي المقابل نجد ما يسمى برئيس هذه الدولة "ضعيف جدا" في اتخاذ
قرار واحد لمصلحة الشعوب سواء في أمريكا ام اوربا !!
هذا الذي وصل الى دفة الرئاسة من خلال الديمقراطية التي يدعونها وانتخاب
الشعب له كما يسوقون له!!
حتى باتت شعوب باكملها تعصف به امواج الإفلاس والبطالة وغيرها من المهالك
التي تعصف بالمجتمعات الغربية وعلى رأسها الشعب الامريكي اليوم ,
و الذي يعجبهم ان يصفوه برائد الديمقراطية في العالم..
هذا من ناحية الاقتصاد ,,
اما من الناحية السياسية ومشاركة الشعوب للحكم وتحديد نهج السياسية الداخلية
و الخارجية , فحدث ولا حرج !!
فالعالم أجمع وشعوب اوربا و بأغلبيته الساحقة وقف ضد الحرب على العراق
وأفغانستان,
بل ان الغالبية العظمى من الشعب
الأمريكي وقف ضد الحرب والتدخل في العراق
وافغانستان..
وفق العشرات من الإحصائيات واستطلاعات الرأي التي اجرتها جهات مستقلة,
فأين هي الديمقراطية التي يزعمونها؟!
واين رأي الشعوب بمقابل الديمقراطية التي طبقها
"صناع القرار" في الادارات التي تدعي انها الحاضنة العالمية للديمقراطية
في العالم؟!
فالديمقراطية التي طبقها هؤلاء في العراق وافغانستان والصومال وفلسطين ..
كلفت الانسانية ثمن باهض جدا ..
فقد ابادوا من خلال ديمقراطيتهم شعوب بأكملها.
واغتصبوا بلدان بأكملها!
وسرقوا ثروات شعوب وامم بأكملها!!
وما زال العالم المغيب يتكلم ويمجد بالديمقراطية الغربية!!
وهذه الديمقراطية هي ذاتها التي طبقوها سابقا في مستعمراتهم في الهند
وامريكا الشمالية والجنوبية,
والتي كان ثمن تطبيقها ذبح مايقارب"50" مليون انسان من الشعب
الاصلي للامريكيتين,
وابادوا مايقارب 10 مليون انسان فقط لتطبيق الديمقراطية في شرق الكرة
الارضية.
وآخرها ذبحوا مايقارب 3 مليون عراقي فقط لتطبيق الديمقراطية فيه وازالة
الحكم الديكتاتوري؟!
اي ديمقراطية واي حكم للشعب واي شعارات زائفة يتكلم عنها هؤلاء؟!
فالحقيقة التي لا تقبل التزييف ان مايسموه الديمقراطية هي الكذبة الكبرى
التي ساقوا بها شعوب العالم الى اسطبل الطاعة والعبودية!!
اما مايخص الديمقراطية التي تدعيها بعض حكومات دول العالم الثالث كما
يسموه,
او ماطبقتها الدول الراعية
للديمقراطية في العالم اليوم في بعض الدول!
فتعني في حقيقتها درجة الوصول الى رضا و قبول القوى الكبرى والايادي
السوداء التي تتحكم بسفينة السلطة الكونية على شعوب العالم.
فالابيض يكون اسود في حال كان ضد مصالح هذه القوى , والعكس صحيح فالاسود هو
ابيض اذا كان مع مصالح هذه القوى!
ولنا امثلة كثيرة في زماننا,,
اين الديمقراطية في مصر مابعد الثورة؟
ام ان الشعب المصري يعيش الان احلى وابهى ايامها ,
بعد ان اصبح البلد تحت حكم بساطيل العسكر و بمباركة من القوى العالمية
الراعية للديمقراطية في عالم اليوم!!
اما في العراق...وما ادراك ما في العراق!!
فانه يعيش منذ اكثر من عقد من الزمان اروع ايام ما يسمى بالديمقراطية..ولكن..
على الطريقة الامريكية ..وحكم الولي "السفيه"!!
بحيث ان من ابهى وابرز المعالم الديمقراطية التي يعيشها العراق اليوم ان
حفنة من اللصوص والقتلة يتبادلون ادوار مسرحية الديمقراطية التي جاءت بها امريكا
على ظهر دبابتها الغازية ,
وبعد ان استعملت هذا الشعار"الديمقراطية" كذريعة لإحتلال العراق
, بعدما افتضحت كذبتها في مايخص اسلحة الدمار الشامل!
هذه الديمقراطية الامريكية و التي يعيش العراق تحت وطأتها منذ ان قررت
الادارة الامريكية"راعية الديمقراطية في العالم" ,
ان تنشر وتطبق الديمقراطية في العراق وازالة الحكم الديكتاتوري منه "كما
تسميه"!!
فلم تتبدل الوجوه الكالحة ولا حتى الواجهات ولا العمائم العفنة ولا ادعياء
الدين والسياسة والشرافة..الخ على مدى اكثر من عقد من الزمن,, ومرور عدة دورات
انتخابية على مدى هذه السنوات!!
و كأنه لايوجد في العراق ومن الثلاثين مليون انسان سوى هذه الحفنة من
اللصوص والقتلة والعملاء والمتخلفين!!
فهذه هي الديمقراطية في ابهى صورها ..
وكيف لا تكون في ابهى صورها وقد اوصلت العراق صاحب المركز العالمي المتقدم
في الدول النفطية الى ان يصبح في اعلى قائمة الدول الفاشلة عالميا !!
واوصلت العراق الى ان يكون في اعلى القائمة بين الدول الاكثر خطرا ً في العالم!!
واوصلت هؤلاء الشرذمة الى ان يكونوا اصحاب الاموال الاكثر ثراء في العالم!!
واوصلت 80 بالمية من الشعب العراقي الى ان يعيش تحت خط الفقر وفق دراسات
المنظمات الدولية المختصة !!
واوصلت العراق الى ان يكون قرابة النصف من شعبه يعيش حالة النزوح التشرد في
داخل العراق و خارجه!!
نعم هذه هي الديمقراطية بابهى صورها..
اما في الخليج العربي..فحث ولا حرج !!
فالتجربة الديمقراطية وصلت الى مستوى عالي من النضوج الى الحد الذي دفعهم
للتفكير بتصديرها الى دول العالم الذي يسموه متقدم!!
نعم فما هو معلوم ان الدول التي تدعي انها متقدمة انسانيا وحضاريا هي فارغة
فكريا وبعيدة عن جوهر المعنى المطلق للديمقراطية التي يتداولها عربان الخليج!!
فالديمقراطية التي يحددها الحاكمين بامر الله على الشعوب الخليجية :
هي ان يختار المواطن من اي
"مول" سيشتري اغراضه في تسوقه الاسبوعي او الشهري وهي حقوق ديمقراطية
ينص عليها دستورهم!
وكذلك في اي مكان سيقضي سهرته و امسياته, او حتى سفراته الى خارج بلده!
او كم هندي او فليبيني سيوظفهم "خدم" عنده.
فهذه حقوق ديمقراطية يبيحها الحاكم بامر الله لرعيته!!
وبالمقابل عندما يخرج بضعة افراد في بعض المناطق في الخليج..
تكون الفكرة الديمقراطية التي يرفعون شعاراتها , هي مطالبتهم للتدخل
الخارجي "للقوى المارقة " وباسم الديمقراطية!!
كأن يخرج بعض من الشواذ في بعض الدول العربية ليطالبون بتدخل فارسي صفوي في
بلادهم واسقاط ولي نعمتهم على رأي معارضيهم!!
على اعتبار ان المليك هو ولي نعمتهم عند المتمسحين بأحذية المليك..
وانه هو من يرزقهم !!,
بل ان الشكوك تتبادر لبعض المتمسحين باحذية جلالته في انه قد يكون هو من
خلقهم ؟!!
أما الذين يطالبون باسقاطه و يطالبون بتدخل وحكم الولي "السفيه" على
اعتبار ان الفرس الصفويين هم اسيادهم ,
او انهم يحتاجون لهذا الولي "المعتوه السفيه " ليصرف لهم امور
الحياة !!
على اعتبار انهم شعوب فاقدة لأهلية ان تدير نفسها وتصرف امورها!!
وبذلك يكون الطرفين قد سقطوا في غياهب الظلمات ,,
فما قيمة الديمقراطية عند شعوب لا تعرف معنى للديمقراطية!!
اما الديمقراطية عند الاصنام "الديكتاتويين" العرب..
فهذه لا يمكن منا إلا الوقوف امامه وقفة اجلال و تحية!!!
كيف لا وقد وصلت مراحل الديمقراطية عندهم الى مرحلة تخيير ابناء الشعب باي
طريقة يريدها للموت!!
بالجوع ام بالتشريد ام بقصف المدن ام بالقصف بالكيمياوي ام بالشنق ام بالاعدامات
الميدانية,
ام برصاص القناصين من اعلى المباني عند خروج المضاهرات المطالبة
بالديمقراطية!!
كما هو الحال في الشام ومصر وحتى في المغرب العربي..
وفي بلدان اخرى امست الديمقراطية مهزلة كبرى ساقوا بها الشعب بعصاة الطاعة,
والتخيير اما الخراب والفوضى او الخضوع والخنوع تحت بساطيل الحاكمين بامر
الله " وتحت انظار ورعاية الدول التي تدعي انها الراعية الرسمية للديمقراطية
في العالم".
بحيث وصل الحال بالجزائر مثلا أن
لا يوجد سوى مومياء يحكم من على كرسي وهو عاجز حتى عن الحركة والنطق,,
على اعتبار الحب الجماهيري الكبير له فاجبره على ان يبقى في سدة الحكم
تماشيا مع رغبة الجماهير العريضة ,
بعدما ضربت نتائج صناديق
الديمقراطية عرض الحائط وتحت انظار ومباركة الدول الراعية للديمقراطية في العالم!!
فسيادة الزعيم الموقر صاحب المقام العالي ..
قد اتاح فسحة وهامش كبير للديمقراطية لايستطيع اي شخص من رعيته إلا ان يقف
كل حياته يقدم التحية و الاجلال لهذه المكارم السخية من لدن سيادته!
لذلك فان مايسمى
"بالديمقراطية" هي عبارة عن مصطلح
اخرق واجوف في بلداننا و كذلك في البلدان التي تدعي انها الراعية الرسمية والحاضنة
له,
نعم انها الكذبة كبرى التي ادخلوا شعوب العالم من خلالها الى اسطبل الطاعة
والعبودية..
