أمة العرب في عزها و نهوضها ..مابين أصالة العرب و خيانة الأعراب
بقلم
المهندس ياسين آل قوام الدين الكليدار الرضوي الحسيني السامرائي
عضو المكتب التنفيذي للمجلس السياسي العام لثوار العراق
----------------------------------------------
الحمد لله معز الإسلام بنصره ومذل الشرك بقهره ومستدرج المنافقين بمكره ,,
والصلاة والسلام على من رفع لواء الإسلام بسيفه ,, وعلى آله وصحبه وحزبه وجنده ,,
أما بعد
أمة العرب التي اصطفاها الله من بين الأمم ,,
وفضلها على غيرها بدين الله العظيم .. الذي أختاره ناسخا ً لكل من سبقه من الأديان ,,
وفضل أمة العرب بان اختار منها خيرة خلقه وسيد ولد آدم محمد صلى الله عليه وآله رسوله وعبده ,,
وأختار لسان العرب ,, فصاغ منه بيان دستوره , قرآن يتلى الى قيام الساعة ,,
وشرع به أحكامه التي فرضها على خلقه ,,
وقدر في قضاءه وعلى لسان نبيه وعبده ,, ان يسود هذا الدين ,, وهذا اللسان العربي المبين ,, وهذه الأمة ,, على كل الأمم ,,
ببشارة الذي لا ينطق عن الهوى سيد خلقه صلى الله عليه وآله
عن تميم الداري رضي الله عنه قال :
: "سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : ليبلغن هذا الأمر مبلغ الليل و النهار و لا يترك الله بيت مدر و لا وبر إلا أدخله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل بعز يعز الله به الإسلام وذل يذل به الكفر " الألباني
فأمة العرب هي خير أمة أخرجت للناس وشهد الله لها بذلك في كتابه :
"كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ۗ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ ۚ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ"
فهو الرد البليغ على المتقولين من أهل النفاق وأعداء الأمة , الذين يتطاولون على امة العرب ,
و الذين ينعتونها ويحكمون عليها بأفعال الدخلاء عليها , ويتهمون تاريخها وماضيها وحاضرها , بالنفاق والكذب والغدر ,,
فما عرفت امة العرب ورجالها و ماضيها رجال سوء من أهل النفاق والغدر والخيانة ,,
بل كانوا أفرادا ,, ذمهتم قبائل العرب قبل أن هداهم الله بدينه , وذمتهم قبائل العرب بعد ان أرسل فيهم خيرة خلقه ,,
وفي واقعنا اليوم نرى أن الخيانة والنفاق والغدر ,,قد أصبح ديدن الكثير من أدعياء العروبة, وأدعياء الدين ,,
وتسيدوا منابر أمة العرب ,, بل أن كثيرا ً منهم تزعم شعوبا ً من أمة العرب ,,
وهؤلاء منهم من يدعي لنفسه عند أﺒﻨﺎﺀ ﺸﻌﺒﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻪ ﺭﺍﻋﻴﻬﻡ ﻭﺤﺎﻤﻲ حماهم !!
، ويدعي انه ﻴﺤﺎﻓﻅ ﻋﻠﻰ ﻤﺼﺎﻟﺤﻬﻡ ﻭﻴﺭﻋﻰ ﺸﺅﻭﻨﻬﻡ!!
و ﻻ ﺤﺎﺠﺔ ﻷﻥ ﻴﻌﻤﻠﻭﺍ ﻓﻬﻭ ﻴﻌﻤل ﺒﺎﻟﻨﻴﺎﺒﺔ ﻋﻨﻬﻡ !!
ﻭﻻ ﺤﺎﺠﺔ ﻷﻥ ﻴﻔﻜﺭﻭﺍ ﻓﻬﻭ ﻴﻔﻜﺭ ﺒﺎﻟﻨﻴﺎﺒﺔ ﻋﻨﻬم !!
وهذا ليس كفرا ً أو خطأ إن كان حقيقيا وواقعا ً ملموسا ً..
فالحاكم الراشد هو من يقوم بهذه الأمور وهو المؤتمن على الأمة ومصالحها وعقيدتها و مستقبل أبنائها ,,
وهو بذلك سيكون عربيا ً حقا ً صقلت فيه سمات العروبة الحقة ,,
وأستلهم من دين الله ما أراده الله لمن يقوم بأمر هذه الأمة ,,
واقتدى بهدي أنبياءه و خلفائه على أرضه ,,
أما الأعراب الذين تسيدوا على شعوب هذه الأمة ,,
فلقد جعلوا شعوبهم تحت تصرفهم .. وربحوا بالنيابة عنهم .. وملكوا عنهم كل ما في بلدانهم من ثروات وأموال..
وهم المخولون لا غيرهم في أن يسوقوا شعوبهم الى غياهب الغي والضلال واعتناق دين الخيانة والعمالة ,,
وأورثوا شعوبهم ذل الخيانة والعمالة .. بعد أن لبسها حكامهم ,,,
فكم من خائن عميل يملك من شعوب أمة العرب ,, و ساق شعبه و بلده الى غياهب الذل والعار ..
حتى أصبح شعبه يلبس ثياب العار والخيانة والعمالة ..بفعل خيانة من يحكمه ,,
وراحوا يفخرون بعمالتهم لأعداء الأمة وخيانتهم لأمة العرب!!!
بعد أن وأد أي صوت حق يرتفع من شعبه ويصدح بصوت العروبة الحقة ..
ونرى ما فعله حكام الكويت وأخواتها ,, من حكام محميات الخليج وغيرها ..
وكأنهم يعيشون اليوم في زمن غير زماننا ... وفي تاريخ غير تاريخنا ,, وكأنهم من أمة غير أمتنا ,,,
والكثير منهم اليوم ..يلبس جلباب العروبة وهي منه براء ..
وأيديهم تقطر من وحل الخيانة والعمالة و النفاق ,,,
وهؤلاء هم الأعراب حقا .. وأمة العرب منهم براء ,,
فأمة العرب ... والعروبة .. هي أخلاق وقيم .. ومعاني ساميات .. ومنهاج وتطبيق ,,
يجعل من جميع أركان الأمة جسدا واحدا .. وروحا واحدة تحيي هذا الجسد ..
أما هؤلاء الأعراب فهم كما وصفهم رب العزة في كتابه ..
"الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ" التوبة .
فمن دمر أمة العرب غيرهم ,, من دمر العراق و فلسطين ؟؟ من دمر الشام ؟؟؟ من دمر مصر ؟؟
فأن لم يكن التدمير بأيديهم فهو من صنع تواطئهم وسياستهم ,,
وأتباعهم الأعمى لسيدة الضلال الكبرى في العالم ... أمريكا المتصهينة ,,
ومن قبلها بريطانيا العظمى التي جاءت بهم .. وأرست أركان عروشهم ,,
ووضعت لهم منهاج حكمهم ,, الذي من خلاله ستبقى امة العرب ,,
ذليلة محتقرة ,, وتبقى تتبع الأمم الأخرى الفاقدة للمنهاج والأخلاق و العقيدة ..
فمن غير المنطقي .. ومن غير الممكن ,,
أن يكون العربي الحق .. الذي أخرجته خير أمة أخرجت للناس ,,
وسليل أعظم حضارة وأعظم لسان وأعظم نبي ,,
ان يكون خائنا خائبا منافقا ,, فاقدا للمنهاج القيادي والأخلاقي ,,
يرتدي جلباب أعداء الأمة ,,
فهؤلاء هم الأعراب ,, الذين أذلوا الأمة ,, وخانوها ,, وباعوا قضيتها بثمن بخس دراهم معدودات ,,
من أجل ثبات عروشهم ,, واستمرار تسلطهم على أمة العرب,,
وأعراب اليوم بعد أن لفضوا عقيدة أمة العرب وتاريخها وحضارتها وأخلاقها ..
اعتنقوا السياسة الأمريكية دينا ً لهم ، وسوقوا لها ولسياستها..
وأصبح وجودهم مرهون بوجود أمريكا الدولة العظمى,,
و بفضل هؤلاء الأعراب و ثروات امة العرب التي استباحوها من شعوب أمة العرب ,,
أصبح لأمريكا كيان ونفوذ في العالم ,,
وفرضوا سياستها وخاصة في دول العالم من الحكام إلى الشعوب،
و سمحوا لها ببناء قواعد عسكرية في الدول العربية،
لتقوم بضرب العراق وفرض نفوذها و منهاجها وعقيدتها بمساعدة هؤلاء الأعراب و بمباركتهم ،
ان من الحق و العقل و الحكمة أن لا تتهم دولة الكفر الأمريكية لوحدها بتدمير أمة العرب ومبادئها وصروحها ومنهاجها وتدمير العراق وفلسطين والشام ..
أن الذي تآمر ودمر أمة العرب ودمر العراق وفلسطين والشام هم الأعراب أنفسهم،
وهذه هي خيبة العرب على مدى التاريخ، على أيدي الأعراب .. أدعياء العروبة !!
ومن يرى غير ذلك ؟؟ فمن إذاً الذي أتى بدولة الكفر أمريكا الى جزيرة العرب غير الأعراب الحاكمين لدول الخليج،
وأيضاً هؤلاء الأعراب هم الذين دفعوا تكاليف الحرب والتي تم من خلالها تدمير وقتل الحضارة والإنسان في العراق،
وهذا شيء مخزي وعار على أمة العرب، أن تصرف المليارات على تدمير دولة عربية بالتعاون مع كل الأعراب الحاكمين لشعوب أمة العرب،
ومن ثم تسمع من هؤلاء الأعراب الجعجعة والشعارات الكذابة عن الشهامة والرجولة والعروبة والدين ..
فهؤلاء يجب أن يوشمون بشعارهم الحق وهو (التآمر والخيانة و ادعاء العروبة)،
و لو كان هناك شهامة أو رجولة ما تآمر هؤلاء الإعراب الدخلاء على أمة العرب على العراق،
حيث انه لا يختلف اثنان من حيث المنطق والمبدأ بأن سقوط العراق هو سقوط أمة العرب كاملاً،
وما نراه اليوم واقعا في بلدان أمة العرب من إنهيار وتدمير وتخريب هو خير دليل على ما تجنيه الأمة بعد سقوط العراق وتدميره على يد سيدة الشر الآتية من البحار البعيدة أمريكا و بمعونة وخيانة وتآمر الأعراب الحاكمين لشعوب أمة العرب,,
وسيطال هذا التدمير كل أركان أمة العرب الأخرى ... لكن المسألة مسألة وقت يا أمة العرب ،
وأن من أبجديات الحياة والوجود عند هؤلاء العلوج الأعراب هو العمل على نسف اي وجود او حدوث لوحدة عند شعوب امة العرب ,,
سواءا في سياستها أو فكرها كوحدة الأرض او المصير او المنهاج ,, أو اي معنى آخر للوحدة بين أبناء الأمة الواحدة,,
فوحدتها تعني سقوط عروشهم .. وانتهاء زمانهم .. الذي ملئوه بالعار والخيبة والرذيلة,,
حتى أصبحت شعوب أمة العرب ,, نتيجة لسياسات هؤلاء علوج امة العرب ,, غرباء في أوطانهم ,,
ويتطاول بعضهم على بعض ,,ويستحقر بعضهم بعضا ,, ونسوا أنهم من رحم أم واحدة ومن أب وأحد ومن جسد أمة واحدة !!
وهذا ما يقع في صميم أهداف أعداء أمة العرب ,,
والسوال ألان ....
الى كل عربي أنجبته أمة العرب ...
إلى متى سيظل أبناء أمة العرب أحياء بحكم الأموات؟!...
وقد علمتم ..ان فلاح ونجاح هذه الأمة هو في وحدتها كالجسد الواحد .. الذي ينطق بلسان عربي فصيح ونسب عربي أصيل ,,
بعيد عن منهاج العلوج الأعراب الخونة العملاء الذين حطموا طموح وآمال و حاضر أمة العرب ,,
واستبدلوه بعروش خاوية بنيت على مصالح أعداء أمة العرب .
والجواب لكم يا أبناء أمتي ... أمة العرب...