تفاصيل الضربة الأمريكية على سوريا مسرحية هزلية امريكية جديدة
شاهدت جلسة استماع لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي، وقد شهد فيها وزير الخارجية جون كيري، ووزير الدفاع تشاك هاجل، وقائد القوات ديمبسي.
وزير الخارجية الذي كان يتثائب بين حين وآخر، كان قد أجلس السفير روبرت فورد (الذي كان سفيرا في سوريا قبل أن يطرد، بسبب دوره في دعم المعارضة الارهابية المسلحة) خلفه وأمام كل سؤال محرج من اعضاء اللجنة (وخاصة فيما يتعلق بتركيبة المعارضة السورية) كان كيري يلتفت الى الخلف فيهرع فورد لتزويده بالجواب مكتوبا في ورقة او مهموسا. أما ديمبسي فقد كان يجيب على الأسئلة العسكرية بكل حيطة وحذر وبأقل الكلمات العامة لئلا يفضح الخطط. وكان هاجل يردد مثل الببغاء محفوظات ويتفادى الإجابة على الأسئلة المحرجة.
الملفت للنظر أن أعضاء اللجنة الذين يناقشون الثلاثة، كان كل همهم هو :
1- من يدفع تكاليف الضربات الجوية؟
2- هل الضربة (المحدودة) سوف تضعف الاسد وتقوي الارهابيين اعضاء منظمات مرتبطة بالقاعدة؟
3- هل سيرد الأسد بضرب اسرائيل؟
ولكنهم كلهم اتفقوا أن الأسد استخدم الكيمياوي بالتأكيد، وهذا خط احمر دولي. لم يذكر أي واحد ردا على مسألة الخط الأحمر ، استخدام امريكا نفسها الكيمياوي والنووي في مسح مدن في أنحاء العالم من الأرض. الجميع في الكونغرس: المعارضون والمؤيدون يتفقون في أخفاء جرائم الحرب الأمريكية.
ولكن رغم اللف والدوران والبروباغندا ومن الكلام المبطن والمعلن، استنتجت مايلي بخصوص الضربة المرتقبة:
1- إن بعض الدول العربية أبدت استعدادها لتمويل الضربة.
2- إن الضربة (المحدودة) تتضمن تدمير القدرات الكيمياوية (هذه هي الحجة ولكن في الواقع الضربة ستشمل القدرات التقليدية ايضا) اضافة الى المطارات والرادارات والقوة الجوية بشكل عام، والبنى التحتية، بهدف (إضعاف الحكومة السورية مما يساعد المعارضة على الإطاحة بها).
3- من أجل الهدف رقم 2، سوف تكون هناك قوات خاصة أمريكية (وربما عربية) على الأرض (بالتأكيد سوف تدخل من الأردن لأنها تتجمع هناك منذ زمن). النموذج الليبي
4- امريكا تهيء لاقامة محاكمة جنائية للرئيس الأسد وأركانه على غرار محكمة يوغسلافيا. وهذا يعني أن المقصود هو الإطاحة به.
5- في فترة الفوضى التي ستعقب الضربة، يعولون على انشقاقات في الجيش مما يسهل الإطاحة بالأسد.
6- في أسوأ الظروف، وإذا لم يسقط الأسد، فستعدل الضربة ميزان القوى مما يجعله يأتي الى مؤتمر جنيف 2 مهزوما.
7- على الأكثر لو حدث رقم (6) فسوف يفرض عليه التخلي عن الحكم، وستكون لديهم حكومة عميلة معدة سابقا.
8- أجمع الجميع على أن ضرب (القدرات الكيمياوية السورية) هي إشارة لتخويف إيران بأن أمريكا لا تسكت على برامج الأسلحة غير التقليدية، وكأن تدمير سوريا المقصود به ايران.
كان خلف الشهود الثلاثة، أثناء استغراقهم في الأكاذيب، مشهد درامي. كان قد جلس اعضاء من حركة ضد الحرب اسمها Code Pink وهم يرفعون اكفا مخضبة باللون الأحمر رمزا للدماء. احدهم كان يضع لاصقا على فمه، وآخرون كانوا يتعمدون السير خلف الثلاثة ذهابا وإيابا وهم يحملون لافتات حمراء مكتوب عليها كتابات تصف المسؤولين الأمريكان بالقتلة.
